الدين حصن المجتمع
الدين حصن المجتمع
الملخص
نواة هذا البحث ورقة علمية كنت قد شاركت بها في الأسبوع العلمي الخامس لكلية أصول الدين في إطار احتفالات جامعة أم درمان الإسلامية بعيدها المئوي تحت شعار (كلية أصول الدين تاريخ جامعة ومستقبل أمة) تناولت فيها مجموعة من المشكلات الاجتماعية وكيفية حلها من وجهة النظر الشرعية في ظل بعض الظواهر السالبة في المجتمع المسلم إثر الغزو الفكري وعدوى أخلاقيات العولمة ثم طلبتها مني بعض الزميلات والطالبات فقمت بتطويرها لتنشر علها تنفع من أراد الفائدة وتكون لي قربة أتقرب بها إلى الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون ولعل المشكلات متشابهة في جميع المجتمعات إن لم تكن متطابقة والدين الإسلامي هو المنهج الوحيد الذي يصلُح لعلاج المشكلات البشرية كلها لأن الله هو الخبير الذي أبدع خلق الإنسان وأبدع خلق الكون وهو به عليم وله وحده عز وجل العلم الكامل و القدرة المطلقة على وضع منهج لبني البشر ليسيروا عليه فيعيشوا بأمان واطمئنان ويضع الحلول لأزماتهم وعثراتهم.
إن علاقة الدين وهوـ الطاعة والانقياد لله تعالى بالقول والفعل ـ بالمجتمع هي علاقة القلب النابض بالجسد قال رَسُولَ اللَّهِ :(أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ) وفي هذا (إشارةٌ إلى أنَّ صلاحَ حركاتِ العبدِ بجوارحه، واجتنابه للمحرَّمات واتَّقائه للشُّبهات بحسب صلاحِ حركةِ قلبِه، فإنْ كان قلبُه سليماً، ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يُحبه الله، وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه، صلحت حركاتُ الجوارح كلّها، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرَّمات كلها، وتوقي للشبهات حذراً مِنَ الوقوعِ في المحرَّمات، وإنْ كان القلبُ فاسداً، قدِ استولى عليه اتِّباعُ هواه، وطلب ما يحبُّه، ولو كرهه الله، فسدت حركاتُ الجوارح كلها، وانبعثت إلى كلِّ المعاصي والمشتبهات بحسب اتِّباع هوى القلب)