المضامين التربوية لتعايش الصحابة رضي الله عنهم مع غير المسلمين

Abstract

جاء الإسلام بمنهج رباني لصلاح البشرية عامة فتخلق أبناؤه بأخلاقه أسوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم فقد كان خلقه القرآن، بذلك وصفته أم المؤمنين رضي الله عنها عندما سألها الصحابة رضوان الله عليهم عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وبناء على هذا النهج القويم كان التعايش بين أبناء المجتمع المسلم ومن يعيشون في كنفهم من أبناء الديانات الأخرى فقد وضع المسلمون نصب أعينهم نظر قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ ]الإسراء : آية 70  [حيث نظر الإسلام إلى أبناء آدم بنظرة متساوية لهم حقوقهم التي كفلها الإسلام، فالإسلام يوفر  لهم حق العيش بسلام وكرامة؛ فلا تمييز بينهم في النوع أو الجنس أو اللغة رغم اختلافهم فيها، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾ ]الروم : آية 22 [ فذلك الاختلاف أية من آيات المولى سبحانه كما أن هذا الاختلاف في النوع والجنس واللغة وتنوع الشعوب والقبائل ما هو إلا مدعاة للتعارف والتآلف قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ ]الحجرات : آية 13] ولقد تعايش الصحابة مع غير المسلمين بما تمليه عليهم تعاليم الإسلام السمحة، فتركوا لنا منهجا تربويا ناصعا في التعايش مع الآخرين ومِما سبق تتضح الحاجة لاستنباط المضامين التربوية من تعايش الصحابة رضي الله عنهم مع غير المسلمين وفي حفظهم لحقوق الإنسان لتكون لنا نورا نهتدي بها في عصرنا الحاضر